بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (٢١)}؛ لأنّ الرهن حقيقة فيما يوضع وثيقة للدين. فاستعاره للمحتبس بأيّ شيء كان من عمله.
ومنها: تنكير {فاكهة} في قوله: {وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ} إفادة للكثرة وعدم الانقطاع؛ أي: بفاكهة كثيرة لا تنقطع، كلّما أكلوا ثمرة عاد مكانها مثلها.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {كَأْسًا}؛ أي: خمرًا، تسمية لها باسم محلها.
ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: {كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} حيث شبه الغلمان باللؤلؤ المكنون في الأصداف. لأنّه أحسن وأصفى، أو لأنّه مخزون، ولا يخزن إلا الثمين الغالي القيمة. فهو تشبيه مجمل؛ لأنّه حذف منه وجه الشبه.
ومنها: التعريض في قوله: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} لأن فيه تعريضًا بأنّ بعض أهلهم لم يكونوا على صفتهم، ولذا صاروا محرومين، حيث قال:{مُشْفِقِينَ}؛ أي: خائفين من عصيان الله سبحانه.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصليّة في قوله: {نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} شبهت حوادث الدهر بالريب الذي هو الشك بجامع التحيّر، وعدم البقاء على حالة واحدة في كل منهما. واستعير لفظ الريب لصروف الدهر وتواليه على طريق الاستعارة التبعية.
ومنها: المجاز العقلي في قوله: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ} فقد أسند الأمر إلى الأحلام. وقد كان العرب يتفاخرون بعقولهم، فأزرى الله بها، حيث لم تثمر لهم معرفة الحق والباطل. ويجوز اعتبارها استعارة مكنية إن أريد التشبيه. وكل مجاز عقلي يصح أن يكون استعارة مكنية، ولا عكس. كما هو مقرر في محله.