٢ - إنه خلق الإنسان على أحسن تقويم، وكمله بالعقل والمعرفة.
٣ - أنه علم النطق، وإفهام غيره، ولا يتم هذا إلا بنفس وعقل.
٤ - أنه سخَّر له الشمس والقمر والنجوم على نظام بديع، ووضع أنيق لحاجته إليها في دنياه ودينه.
٥ - أنه سخر النجم والشجر ليقتات منها.
٦ - أنه رفع السماء، وأقامها بالحكمة والنظام.
٧ - أنه أوجد الأرض وما فيها من نخل، وفاكهة، وحبّ ذي عصف وريحان.
قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤) ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ الله سبحانه وتعالى لمَّا عدد كثيرًا من النعم، وكان بعضها يحتاج إلى زيادة إيضاح وبيان كخلق الإنسان، وحساب الشمس والقمر، وأسباب نمو الزرع والشجر .. فصل أحوالها على الترتيب السابق.
قوله تعالى:{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنّ الله سبحانه لما (١) ذعر النعم التي أنعم بها على عباده في البر والبحر، وفي السماء والأرض .. أردف ذلك ببيان أنَّ هذه النعم تفنى، ولا تبقى، فكل شيء يفنى إلا ذاته تعالى، وكل من في الوجود مفتقر إليه. فهو المدبر أمره والمتصرف فيه. فهو يحيي قومًا ويميت آخرين، ويرفع قومًا، ويخفض آخرين.
قوله تعالى:{سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه لما عدد نعماءه على عباده في البر والبحر، وفي الأرض والسماء ليشكروه على ما أنعم، ويعبدوه وحده على ما أعطى وتمم، وذكر أنهم مفتقرون إليه تعالى آناء الليل وأطراف النهار، ثم أرشد إلى أن هذه النعم لا تدوم، بل هي إلى زوال، فكل ما على وجه الأرض سيفنى، وتبدل الأرض غير الأرض والسموات .. نبههم إلى أنه في يوم القيامة سيلقى كل عامل جزاء ما عمل، وثواب ما اكتسب، ولا مهرب حينئذٍ من العقاب، ولا سبيل إلى الامتناع منه، وسيكون جزاء االمشركين به العاصين لأوامره نارًا تلظى، لا يصلاها إلا الأشقى الذي كفر بربه، وكذب