قلت: المذكور في هذه الآيات مواعظ، وزواجر، وتخويف. وكل ذلك نعمة من الله تعالى, لأنها تزجر العبد عن المعاصي، فصارت نعمًا. فحسن ختم كل آية منها بقوله تعالى:{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}.
{الرَّحْمَنُ (١)} مبتدأ، وجملة {عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢)} خبره. وقد تعددت الأخبار في الأفعال التي وردت خالية من العاطف على نمط التعديد وإقامة الحجة على الكافرين. وهذا عند من لا يرى {الرَّحْمَنُ (١)} آية. ومن عدّها آية أعرب {الرَّحْمَنُ (١)} خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: الله الرحمن أو مبتدأ خبره محذوف؛ أي. الرحمن ربّنا. و {عَلَّمَ} يتعدّى إلى مفعولين، حذف أولهما لشموله؛ أي: علم من يتعلم. وهذا أولى من تخصيص المفعول الأول المحذوف بواحد معين. {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣)} فعل ماض، وفاعل مستتر، ومفعول به، والجملة معطوفة بعاطف مقدر على جملة {عَلَّمَ}، على كونها خبر المبتدأ. {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (٤)} فعل، وفاعل مستتر، ومفعولان، معطوف على جملة {خَلَقَ الْإِنْسَانَ (٣)}. {الشَّمْسُ} مبتدأ، {وَالْقَمَرُ} معطوف عليه، {بِحُسْبَانٍ} خبر المبتدأ. والجملة معطوفة على جملة قوله: {الرَّحْمَنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢)}. {وَالنَّجْمُ} الواو: عاطفة، {النَّجْمُ} مبتدأ، {وَالشَّجَرُ} معطوف عليه، وجملة {يَسْجُدَانِ} خبر المبتدأ، وما عطف إليه. والجملة معطوفة على جملة {الرَّحْمَنُ}. {وَالسَّمَاءَ} منصوب على الاشتغال بفعل محذوف وجوبًا يفسّره المذكور بعد، أي: ورفع السماء.