الوزر، انتهى. والمراد هنا: الإنس والجن. سميا بذلك لأنهما ثقلا الأرض، يعني: أنهما شبهًا بثقل الدابة، وهو تثنية ثقل بفتحتين فعل بمعنى مفعل، لأنهما أثقلا الأرض أو بمعنى مفعول؛ لأنهما أثقلا بالتكاليف؛ أي: أتعبا، اهـ شيخنا.
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} والمعشر: الجماعة العظيمة، سميت به لبلوغه غاية الكثرة، فإن الشر هو الحدد الكامل الكثير الذي لا عدد بعده إلا بتركيبه بما فيه من الآحاد، تقول: أحد عشر، واثنا عشر وعشرون وثلاثون؛ أي: اثنتا عشرات وثلاث عشرات. فإذا قيل: معشر فكأنه قيل: محل العشر الذي هو الكثرة الكاملة.
{إِنِ اسْتَطَعْتُمْ} أصله: استطوعتم، بوزن استفعلت، نقلت حركة الواو إلى الطاء فسكنت، لكنها حذفت لما التقت ساكنة بآخر الفعل المسكن، لمناسبة إسناد الفعل إلى ضمير الرفع المتحرك. {أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} قال في "القاموس": النفاذ: جواز الشيء عن الشيء، والخلوص منه كالنفوذ. ومخالطة السهم جوف الرمية، وخروج طرفه من الشق الآخر، وسائره فيه كالنفذ ونفذهم جازهم وتخلفهم، كأنفذهم، والنافذ الماضي في جميع أموره, انتهى. الأقطار: جمع قطر. وهو الناحبة. يقال: طعنه فقطره، إذا ألقاه على أحد قطريه. وهما جانباه. {بِسُلْطَانٍ}؛ أي: بقوة، وقهر، وغلبة. {شُوَاظٌ} الشواظ بضم الشين وكسرها. قال أبو عبيدة: هو اللهب الخالص الذي لا دخان فيه. {وَنُحَاسٌ} والنحاس: الدخان الذي لا لهب فيه قال النابغة الذبياني:
وقيل: النحاس: الصفر المذاب، يصب على رؤوسهم. {فَلَا تَنْتَصِرَانِ}؛ أي: فلا تمتنعان من الله، ولا يكون لكما منه ناصر. {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ}؛ أي: انصدعت، وانفك بعضها من بعض. {فَكَانَتْ وَرْدَةً}؛ أي: كوردة حمراء في اللون. وهي الزهرة المعروفة التي تشم. والغالب على الورد الحمرة، قال الشاعر: