{وَنَسُوهُ} أصله: نسيوه، استثلقت الضمة على الياء فحذفت فلما سكنت حذفت لالتقائها ساكنة مع واوٍ الجماعة، وضمت السين لمناسبة الواو.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى} أصله: نهيوا بوزن فعلوا استثقلت الضمة على الياء فحذفت ثم حذفت لما التقت ساكنة بواو الجماعة، وضمت الهاء لمناسبة الواو.
{وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} أصله: يتناجيون بوزن يتفاعلون، قبلت الياء فيه ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت الألف لالتقائها ساكنةً مع واو الجماعة. والمناجاة: المحادثة سرًا، والنجوى مصدر بمعنى التناجي، كالشكوى بمعنى الشكاية. يقال: نجاه نَجوى ونِجوى: سارّه كناجاه مناجاة. والنجوى: السر الذي يكتم، اسم مصدر كما في "القاموس". وأصله: أن تخلو في نجوة من الأرض؛ أي: مكان مرتفع منفصل بارتفاعه عما حوله، كأن المتناجي بنجوة من الأرض لئلا يطلع عليه أحد. والفرق بين الإثم والعدوان، ومعصية الرسول: أن الإثم مخالفة أوامر الله ونواهيه؛ بتركها أو بارتكابها، والعدوان: التحدي على المؤمنين، ومعصية الرسول: إساءة أدبه وعدم احترامه؛ بالطعن فيه وسبه.
{وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ}: أصله: حييوك، بوزن فعلوك، قلبت الياء الأخيرة لام الفعل ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين. {يَصْلَوْنَهَا}: أصله؛ يصليونها، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين. {فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} أصله: المصير، بوزن مفعل، نقلت حركة الياء إلى الصاد، فسكنت إثر كسرة، فصارت حرف مدّ.
وقوله:{حَيَّوْكَ}: أيضًا أي: خاطبوك بتحية، {بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ}؛ أي: بتحية لم يأذن الله أن تخاطب بها. والتحية في الأصل: مصدر حياك، على الإخبار، من الحياة، فمعنى: حياك الله: جعل لك حياة، ثم استعمل للدعاء بها، ثم قيل لكل دعاء فغلب في السلام، فكل دعاء تحية، لكون جميعه غير خارج عن حصول حياة أو سبب حياة، إما في الدنيا، وإما في الآخرة.