للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تربصهنّ في أربعة أشهر.

{فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}: فيه من الوعيد والتهديد على الامتناع وترك الفيئة ما لا يخفى.

{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ}: هذا خبر بمعنى الأمر، والأصل: وليتربصن المطلقات، وإيراده خبرًا أبلغ من صريح الأمر؛ لإشعاره بأن المأمور به مما يجب أن يتلقى بالمسارعة إلى الإتيان به، فكأنهن امتثلن الأمر بالفعل، فهو يخبر عنه موجودًا، وبناؤه على المبتدأ مما زاده تأكيدًا.

{إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ}: ليس الغرض منه التقييد بالإيمان، بل للتغليظ وتهويل الأمر في نفوسهن حتى لو لم يكن مؤمنات كان عليهن العدة أيضًا.

{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ}: فيه من الإيجاز والإبداع ما لا يخفى على المتمكن في علوم البيان، فقد حذف شيئًا من الأول أثبت نظيره في الآخر، وأثبت شيئًا في الأول حذف نظيره في الآخر، وأصل الكلام: ولهن على أزواجهن من الحقوق مثل الذي لأزواجهن عليهن من الحقوق، وفيه من المحسنات البديعية أيضًا الطباق بين {لهن} و {عليهن} وهو طباق بين حرفين.

{الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ}: وإيثار لفظ مرتان على لفظ ثنتان؛ للإيذان بأن حقهما أن يوقعا مرة بعد مرة لا دفعة واحدة وإن أنت الرجعة ثابتة أيضًا، وبين لفظ {إمساك} ولفظ {تَسْرِيحٌ} طباق. {إِلَّا أَنْ يَخَافَا}: فيه التفات عن الخطاب إلى الغيبة.

{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}: فيه وفيما بعده الإظهار في مقام الإضمار؛ لتربية المهابة وإدخال الروع في ذهن السامع. {فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}: فيه قصر صفة على موصوف.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *