للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هودًا، كقال يقول قولًا. قال الراغب: الهود: الرجوع برفق، وصار في التعارف التوبة. قال بعضهم: يهود في الأصل من قولهم: إنا هدنا إليك، أي: تبنا. وكان اسم مدح ثم صار بعد نسخ شريعتهم لازمًا لهم، وإن لم يكن فيه معنى المدح، كما أن النصارى في الأصل من قولهم: نحن أنصار الله، ثم صار لازمًا لهم بعد نسخ شريعتهم. وفي "هادوا" إعلال بالقلب، أصله: هودوا قلبت الواو ألفًا لتحركها بعد فتح.

{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ}: من التمني، وهو: تقدير الشيء في النفس وتصويره فيها. قال بعضهم: الفرق بين التمني والاشتهاء: أن التمني أعم من الاشتهاء؛ لأنه يكون في الممتنعات دون الاشتهاء؛ لأن التمني طلب أمر مستحيل؛ كـ:

لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُوْدُ يَوْمًا

أو مستبعد الحصول؛ كقول الفقير: ليت لي مالًا فأحجّ منه. وأصل تمنوا تمنيوا، أمر من التمني، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ثم حذفت لالتقاء الساكنين. {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} أصله: يتمنيونه، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ثم حذفت لالتقاء الساكنين. {إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ} أصله: تفررون بوزن تفعلون، نقلت حركة الراء الأولى إلى الفاء فسكنت فأدغمت في الراء الثانية. {تُرَدُّونَ}: من الرد، وهو صرف الشيء بذاته أو بحالة من أحواله، يقال: رددته فارتد، والآية من الردّ بالذات كما مرّ، وأصله: ترددون، بوزن تفعلون، نقلت حركة الدال الأولى إلى الراء فسكنت فأدغمت في الدال الثانية. {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ} النداء: رفع الصوت وظهوره كما مرّ. وأصله: نادي، بوزن فاعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ولما بني الفعل للمجهول .. ضم أوله فقلبت الألف الأولى واوًا، ولما كسر ما قبل آخره .. قلبت الأخيرة ياء. {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}. قال الراغب: السعي: المشي السريع، وهو دون العدو، وهو هنا بمعنى المشي المعتاد، وأصله: اسعيوا، بوزن افعلوا، قلبت ياؤه ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت لالتقاء الساكنين. {وَذَرُوا الْبَيْعَ} يقال: فلان يذر الشيء؛ أي: يقذفه لقلة اعتداده به، ولم يستعمل ماضيه، وهو وذر؛ أي: اتركوا المعاملة.

{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً} أصله: رأيوا، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، فالتقى