عقلهنّ من دهشتهن وفرارهن لخلاص أنفسمهن، فاستعمل في حق أهل الموقف من الأشقياء ما يستعمل في حقهن من غير تصرف في مفردات التركيب، بل التصرف إنما هو في الهيئة التركيبية، فكشف الساق استعارةٌ تمثيلية في اشتداد الأمر وصعوبته. قال الفناري في تفسير سورة الفاتحة: فالساق التي كشفت لهم عبارة عن أمر عظيم من أهوال يوم القيامة.
ومنها: تنكير الساق لغرض الإبهام مبالغة في الدلالة على أنّه أمر مبهم في الشدّة منكر خارج عن المألوف المعتاد.
ومنها: المجاز العقلي، في قوله:{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ}؛ لأنّ نسبة الخشوع إلى الأبصار مجاز عقلي؛ لأنّ ما في القلب يُعْرف من العين.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} لزيادة التقرير، أو لأن المراد بالسجود هنا الصلاة، وخص السجود حينئذٍ بالذكر؛ لأنّه أعظم أركانها.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}، سمى إمهاله إياهم ومرادفة المنعم والآلاء. عليهم كيدًا؛ لأنّه سبب التورط والهلاك؛ لأنّ الكيد إيصال الضرر إلى الغير بطريق خفي.
ومنها: المجاز المرسل أيضًا في قوله: {وَهُوَ مَذْمُومٌ} أي: مملوء؛ لأنَّ اللوم في الحقيقة سبب للذم، فالعلاقة السبيبة.