نفسك: وعيته، وتقول لكل ما حفظته في غير نفسك: أوعيته. فيقال: أوعيت المتاع في الوعاء كما مرّ. {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} الأصل في تاء التأنيث المتصلة بالفعل الماضي السكون، لكنها إذا اتصل بها ألف كما هنا حركت بالفتح لمناسبة الألف. والدك أبلغ من الدق.
وفي "الصحاح": الدكّ: الدقّ، وقد دكه إذا ضربه وكسره حتى سواه بالأرض، وبابه: ردّ. وفي "المفردات": الدك: الأرض اللينة السهلة، ودكّت الجبال دكّا؛ أي: جعلت بمنزلة الأرض اللينة، ومنه: الدكّان. {فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} أي: مسترخية ضعيفة القوّة، من قولهم: وهي السقاء إذا انخرق، ومن أمثالهم قول الراجز:
يقال: وهي البناء يهي وهيا فهو واه إذا ضعف جدًّا. قال في "القاموس": وهي كوعي وولي: تخرّق وانشق واسترخى رباطه. وفي "المفردات": الوهي شقّ في الأديم والثوب ونحوهما. {عَلَى أَرْجَائِهَا}؛ أي: على نواحي السماء وجوانبها، جمع رجا بالقصر، وفيه إعلال بالإبدال، أصله: أرجاو جمع رجا بمعنى الطرف والجانب، أبدلت الواو همزة لتطرّفها إثر ألف زائدة. {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ} أصله: أؤتي أبدلت الهمزة الساكنة حرف مدّ مجانسا لحركة الأولى. {مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ} الحساب بمعنى المحاسبة، وهو عدّ أعمال العباد في الآخرة خيرًا أو شرًّا للمجازاة. قال الراغب: والظنّ اسم لما يحصل من أمارة، ومتى قويت أدّت إلى العلم، ومتى ضعفت جدًّا لم تتجاوز حدّ التوهّم انتهى.
{فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} فيه إعلال بالقلب، أصله: راضوة من الرضوان، قلبت الواو ياء لتطرفها إثر كسرة، أي: عيشة مرضية لصاحبها، وهو مما جاء فيه فاعل بمعنى مفعول نحو قوله تعالى:{مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} بمعنى مدفوق بمعنى: أنَّ صاحبها يرضى بها، ولا يسخطها كما جاء مفعول بمعنى فاعل كقوله تعالى:{حِجَابًا مَسْتُورًا}؛ أي: ساترًا. {عَالِيَةٍ} فيه إعلال أيضًا بالقلب، أصله: عالوة من العلوّ، قلبت الواو ياء لتطرفها إثر كسرة. {قُطُوفُهَا} جمع قطف بالكسر، وهو ما يُقطف ويُجنى بسرعة، والقطف بالفتح مصدر. {دَانِيَةٌ} أصله أيضًا: دانوة، من الدنوّ قلبت الواو ياء