للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

زيدوهم، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا. {رَهَقًا}؛ أي: تكبرا وعتوًا وسفهًا، فإن الرهق محركًا يجيء لمعان.

منها: السفه وركوب الشر والظلم، كما مر. وفي "المختار": رهقه: غشيه، وبابه: طرف. {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ} واللمس: إدراك بظاهر البشرة كالمس. {حَرَسًا} اسم جمع لحارس من الحراسة، بمعنى حافظ كخدم لخادم، مفرد اللفظ، ولذلك وصفه بقوله: {شَدِيدًا}؛ أي: قويًّا، ولو كان جمعًا .. لقال: شدادًا. {وَشُهُبًا} جمع شهاب ككتب وكتاب، وهو الشعلة المقتبسة من نار الكواكب، كذا قالوا. والله أعلم.

{فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ} والآن ظرف للزمان الحاضر، استعير هنا للمستقبل. {شِهَابًا رَصَدًا} مصدر بمعنى اسم المفعول؛ أي: مرصدًا مهيّأً له. {طَرَائِقَ قِدَدًا} قال في "المفردات": جمع الطريق طرق، وجمع الطرق طرائق، فالطرائق: جمع الجمع، والظاهر: أن الطرائق جمع طريقة كقصائد جمع قصيدة. والطريق هو المكان يطرق بالأرجل؛ أي: يضرب. ومنه: استعير كل مسلك يسلكه الإنسان في فعل شيء محمودًا كان أو مذمومًا. والهمزة في {الطرائق} مبدلة من الياء الموجودة في الاسم المؤنث لما وقعت ثالثة زائدة حرف مد فيه. {قِدَدًا}: جمع قد، وهو قطع الشيء طولًا، وصفت الطرائق بالقدد لدلالتها على معنى التقطع والتفرق. وفي "القاموس": القدة: الفرقة من الناس هوى كل واحد على حدة، ومنه: {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}؛ أي: فرقًا مختلفة أهواؤها، يجمع على قدد كسدرة وسدر. {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ} أصله: أأمنّا، أبدلت الهمزة الثانية الساكنة ألفًا حرف مد مجانسًا لحركة الأولى. {فَلَا يَخَافُ} أصله: يخوف مضارع خوف بكسر الواو، يخوف بفتحها نقلت حركة الواو إلى الحاء فسكنت لكنها أبدلت الفاء لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها في الحال. {بَخْسًا}؛ أي: نقصًا عن ثواب الحسنات. {وَلَا رَهَقًا}؛ أي: ظلمًا بزيادة عقاب السيئات. {وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ}؛ أي: الجائرون العادلون عن الحق، من قسط بمعنى جار، وأما المقسطون فهم العادلون إلى الحق من أقسط بمعنى عدل إلى الحق واتبعه.

{فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا}؛ أي: قصدوا هداية وطلبوها باجتهاد، ومنه: التحري في الشيء؛ أي: الاجتهاد فيه، يقال: حرى الشيء يحريه؛ أي: قصد حراه؛ أي: