للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَأَحَاطَ} أصله: أحوط بوزن أفعل، نقلت حركة الواو إلى الحاء فسكنت ثم أبدلت ألفًا لتحركها في الأصل وفتح ما قبلها في الحال. {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ} أصله: أحصي بوزن أفعل، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح. وأصل الإحصاء: أن المحاسب إذا بلغ عقدًا معيّنًا من عقود الأعداد كالعشرة والمئة والألف وضع حصاة ليحفظ بها كمية ذلك العدد، فيبني على ذلك حسابه. {عَدَدًا} والعدد لغة: مطلق الكمية، فيدخل فيه الواحد، واصطلاحًا: ما ساوى نصف حاشيتيه السفلى والعليا القريبتين أو البعيدتين مثلًا الأربعة له حاشية قريبة عليا، وهي خمسة، وله حاشية سفلى قريبة وهي ثلاثة. فإذا جمعت ثلاثة مع خمسة يكون ثمانية، فالأربعة حينئذٍ نصف ثمانية، وقس على ذلك غيره. فيخرج بذلك الواحد، لأنّه ليس عددًا عند الحساب بل مبدأ عدد لفقد الحاشية السفلى له.

البلاغة

وقد تضمنت هذه السورة الكريمة ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: وصف القرآن بالمصدر في قوله: {قُرْآنًا عَجَبًا} للمبالغة في مدحه، أي: عجيبًا في رصانة اللفظ وغزراة المعنى مباينا لكلام الناس في حسن النظم ودقّة المعنى.

ومنها: طباق السلب في قوله: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (٢)} لأن الإيمان نفي الشرك.

ومنها: عطف المسبّب على السبب في قوله: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (٢)} فإنَّ مجموع هذ الكلام معطوف مسبّب عن مجموع قوله: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}.

ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا}، حيث شبه سلطان الله وغناه الذاتيان الأزليان ببخت الملوك ودولتهم وغنى الأغنياء، فأطلق اسم الجد عليه استعارة، كذا في "الروح".

ومنها: التعبير بصيغة الماضي في قوله: {فَزَادُوهُمْ} إفادة للتحقق والوقوع،