هو إلا ساحر، أما رأيتموه يفرّق بين الرجل وأهله، وولده ومواليه، فهو ساحر، وما يقوله سحر يأثره عن مسيلمة وأهل بابل، فارتجّ النادي فرحًا، وتفرّقوا معجبين بقوله، متعجيبن منه. فنزلت هذه الآيات.
وقد كان الوليد يسمّى الوحيد؛ لأنه وحيد في قومه، فماله كثير فيه الزرع والضرع والتجارة، وكان له بين مكة والطائف إبل وخيل ونعم وعبيد وجوار، وله عشرة أبناء يشهدون المحامل والمجامع أسلم منهم ثلاثة: خالد وهشام وعمارة، وقد بسط الله له الرزق، وطال عمره مع الجاه العريض والرياسة في قومه، وكان يسمى ريحانة قريش.
قوله تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠)} سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "الشعب" عن البراء رضي الله عنه: أن رهطًا من اليهود سألوا بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن خزنة جهنم؟ فقال: الله ورسوله أعلم، فجاء جبريل، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فنزل عليه ساعتئذٍ {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠)}.
قوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما رواه ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أبا جهل لما سمع قوله تعالى: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠)} قال لقريش: ثكلتكم أمهاتكم أسمع أن ابن أبي كبشة يعني: "محمدًا - صلى الله عليه وسلم - يخبركم أن خزنة النار تسعة عشر، وأنتم الدهم - الشجعان - أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم؟ فقال له أبو الأشدّ بن كلدة الجمحيّ وكان شديد البطش: أيهولنكم التسعة عشر أنا أدفع بمنكبي الأيمن عشرة، وبمنكبي الأيسر التسعة، ثم تمرون إلى الجنة، يقول ذلك مستهزئًا. وفي رواية: أن الحارث بن كلدة قال: أنا أكفيكم سبعة عشر واكفوني أنتم اثنين، فنزل قوله:{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً}؛ أي: لم نجعلهم رجالًا فيتعاطون مغالبتهم.
قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (٥٢)} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن المنذر عن السدي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالوا: لئن كان محمد صادقًا .. فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءة