ابن إيشا عليه السلام كان من سبط يهودا بن يعقوب، وكان في عسكر بني إسرائيل {جَالُوتَ} الكافر، ولم يبين تعالى كيفية القتل {وَآتَاهُ اللَّهُ}؛ أي: وأعطى الله سبحانه وتعالى لداود {الْمُلْكَ} الكامل سبع سنين بعد موت طالوت؛ أي: ملك بني إسرائيل في مشارق الأرض المقدسة ومغاربها {وَالْحِكْمَةَ}؛ أي: النبوة بعد موت شمويل، وكان موته قبل طالوت، ولم يجتمع في بني إسرائيل الملك والنبوة لأحد قبله إلا له، بل كان الملك في سبط والنبوة في سبط آخر، ومع ذلك جمع الله له ولابنه سليمان بين الملك والنبوة، وقيل: الحكمة العلم النافع {وَعَلَّمَهُ}؛ أي: وعلم الله داود {مِمَّا يَشَاءُ}؛ أي: ما يشاء تعليمه من معلوماته كصنعة الدروع من الحديد، وكان يلين في يده وينسجه، وفهم كلام الطير والنمل، وكيفية القضاء، وما يتعلق بمصالح الدنيا، ومعرفة الألحان الطيبة، ولم يعط الله تعالى أحدًا من خلقه مثل صوته، كان إذا قرأ الزبور .. تدنو الوحوش حتى يؤخذ بأعناقها، وتظله الطير {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ} قرأ نافع هنا وفي الحج: {دفاع الله}؛ أي: ولولا أن يدفع الله {النَّاسَ بَعْضَهُمْ} بدل بعض من الناس، ويكف شرهم، وهم أهل الكفر والمعاصي {بِبَعْضٍ} منهم؛ وهم أهل الإيمان والطاعة {لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} وخربت بغلبة المشركين، وقتل المسلمين، وتخريب المساجد، قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: ولولا دفع الله بجنود المسلمين .. لغلب المشركون على الأرض، فقتلوا المؤمنين وخربوا المساجد والبلاد، كما دفع الله جالوت وجنوده بطالوت وجنوده، ومن المعلومات أن لولا حرف امتناع لوجود، والمعنى: امتنع فساد الأرض لأجل دفع الناس بعضهم لبعض، وهذه الآية كالدليل لما ذكر في القصة من مشروعية القتال، ونصر داود على جالوت. {وَلَكِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى {ذُو فَضْلٍ}؛ أي: ذو تفضل وإنعام عظيم {عَلَى الْعَالَمِينَ} كافة بسبب دفع ذلك الفساد؛ يعني: أن دفع الفساد بهذا الطريق إنعام وإفضال عم الناس كلهم، وجه (١) الاستدراك هو أنه لما