ومنها: الإتيان بالفاء في هذا التركيب لإفادة معنى الشرط، كأنّه قال: مهما يكن من شيء فاسجد له، ففيها وكادة أخرى لأمرها.
ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ}؛ لأنّ الوراء هنا مستعار لمعنى الأمام.
ومنها: الاستعارة التصريحية التخييلية في قوله: {يَوْمًا ثَقِيلًا}، فقد استعير الثقل لشدّة ذلك اليوم وهو له من الشيء الثقيل الباهط لحامله، مثله: قوله تعالى: {ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: {وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا}.
ومنها: الزيادة والحذف في عدّة مواضع.
خطأ وقياس في غير محله: هذا ومن المضحك: أن بعضهم علق على قوله: {وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}، فقال: هذه الآية رد على عدم ما قاله أهل علم المعاني والبيان: إن الجمع بين الحاء والهاء مثلًا يخرج الكلمة من فصاحتها، وجعلوا من ذلك قول أبي تمام:
وهذا خطأ من الناقد الذي ظن أنه يبرىء القرآن الكريم من العيوب المخلة بالفصاحة بشجبه، لما قرره علماء البلاغة. وقياس في غير محله، فالفرق بين الآية والبيت واضح، وهو أن تكرار أمدحه هو الذي أخرجه عن مهيع الفصاحة لا مجرد اجتماع الحاء والهاء، واذن فالآية سليمة من تنافر الحروف. قال الشيخ مخلوف الميناوي في "حاشيته" على شرح الشيخ أحمد الدمنهوري لمتن الإمام الأخضري: فإن منشأ الثقل هو تكرار أمدحه لا مجرد الجمع لوقوعه بين الحاء والهاء في التنزيل، نحو:{فَسَبِحْهُ}.