للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ما قبلها، ألا ترى أن شقي أصلها واو.

{وَجُنُودِهِ} الجنود جمع جند، وهو معروف واشتقاقه من الجند، وهو الغليظ من الأرض إذ بعضهم يعتصم ببعض، وفي "المصباح" الجند الأنصار والأعوان، والجمع أجناد وجنود، الواحد جندي، فالياء للوحدة مثل روم ورميّ اهـ، والياء في {مُبْتَلِيكُمْ} بدل من واو؛ لأنه من بلاه يبلوه.

{بِنَهَرٍ} فتح الهاء وإسكانها لغتان، والمشهور في القراءة فتحها، وقرأ حميد بن قيس شذوذًا بإسكانها، وأصل النهر والنهار الاتساع، ومنه ما أنهر الدم. {إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً} الغُرفة - بضم الغين - اسم للقدر المغترف من الماء كالأكلة للقدر الذي يؤكل، وبفتح الغين مصدر للمرة الواحدة، نحو ضربت ضربة، والاغتراف الأخذ من الشيء باليد أو بآلته، والغرف مثل الاغتراف، فمعناهما واحد، والغرفة البناء العالي المشرف. {لَا طَاقَةَ} وعين الطاقة واو؛ لأنه من الطوق، وهو القدرة تقول: طوقته الأمر.

{كَمْ مِنْ فِئَةٍ} الفئة القطعة من الناس، وأصل فئة فيئة؛ لأنه من فاء يفيء إذا رجع، فالمحذوف عينها، وقيل: أصلها فيوءة لأنها من فأوت رأسه إذا كسرته، فيكون المحذوف لام الكلمة.

{أَقْدَامَنَا} جمع قدم، والقدم الرجل، وهي مؤنثة تقول في تصغيرها قديمة، والاشتقاق في هذه الكلمة يرجع لمعنى التقدم.

البلاغة

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ}: فيه مجاز بالحذف إذ الأصل إلى قصة الملأ، وهذا المحذوف هو متعلق الظرف في قوله: {إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ}.

{فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ}: في الكلام إيجاز وحذف تقديره: فسأل الله ذلك النبي، فكتب عليهم القتال وبعث لهم ملكًا؛ أي: عينه لهم ليقاتل بهم، فلما كتب عليهم القتال .. إلخ.

{وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} والظاهر أن هذا من كلام ذلك النبي، قال ذلك لهم لما علم من تعنتهم وجدالهم في الحجج، فأراد