ومنها: وصف الظل بالظليل في قوله: {لَا ظَلِيلٍ} للتأكيد كنومٍ نائمٍ، وللدلالة على أن تسمية ما يغشاهم من العذاب بالظل استهزاء بهم.
ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: {تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} والمرسل المفصّل في قوله: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (٣٣)}. فالأول وهو التشبيه بالقصر تشبيه في العظم، والثاني وهو التشبيه بالجمل تشبيه في اللون والكثرة والتتابع والاختلاط والحركة.
ومنها: الإهانة والتعجيز والتقريع في قوله: {فَكِيدُونِ}؛ لأنّ الأمر فيه أمر إهانة، والخطاب فيه خطاب تعجيز وتقريع لهم على كيدهم للمؤمنين في الدنيا.
ومنها: المقابلة بين نعيم الأبرار وعذاب الفجّار في قوله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣)}، قابل ذلك بقوله: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (٤٦)}.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَوَاكِهَ} إلخ، من إطلاق الحال وإرادة المحل، وهو الجنة، علاقته المحلية؛ لأنّ الظلال تمتدّ فيها، والعيون تجري فيها، والفواكه تنضج فيها.
ومنها: المجاز المرسل أيضًا في قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا} علاقته البعضيّة، لأنّه سمى الصلاة باسم جزء من أجزائها، وهو الركوع، وإنما خص الركوع بالذكر مع أن الصلاة تشتمل على أفعال كثيرة؛ لأنّ العرب كانوا يأنفون من الركوع والسجود.
ومنها: التنكير في قوله: {أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦)}، فقد نكّرهما مع أنها تكفت الأحياء والأموات جميعًا للتفخيم، كأنّه قيل: أحياء لا يعدون وأمواتًا لا يحصون على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات.