٤ - جعل النوم راحةً للإنسان من عناء الأعمال التي يزاولها عامة نهاره.
٥ - جعل الليل ساترًا للخلق.
٦ - جعل النهار وقتًا لشؤون الحياة والمعاش.
٧ - ارتفاع السموات فوقنا مع إحكام الوضع ودقة الصنع.
٨ - وجود الشمس المنيرة المتوهجة.
٩ - نزول المطر وما ينشأ عنه من النبات، فكل ذلك داع لهم أن يعترفوا أن من قدر على كل هذا .. فلا تعجزه إعادتهم إلى النشأة الآخرة.
قوله تعالى:{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما نبه عباده إلى هذه الظواهر الباهرة، ولفت أنظارهم إلى آياته القاهرة .. أخذ يبين ما اختلفوا فيه ونازعوا في إمكان حصوله، وهو يوم الفصل، ويذكر لهم بعض ما يكون فيه، تخويفًا لهم من الاستمرار على التكذيب بعدما وضحت الأدلة، واستبان الحق، ثم أبان لهم أن هذا يوم شأن عظيم، وأمر الكائنات فيه على غير ما تعهدون، ثم ذكر منزلة المكذبين الذين جحدوا آيات الله واتخذوها هزوًا، وأن جهنم مرجعهم الذي ينتهون إليه، وأنهم سيقيمون فيها أحقابًا طوالًا لا يجدون شيئًا من النعيم والراحة، ولا يذوقون فيها روحًا ينفس عنهم حر النار، ولا يذوقون من الشراب إلا الماء الحار، والصديد الذي يسيل من أجسادهم جزاء سيء أعمالهم، إذ هم كانوا لا ينظرون يوم الحساب، ومن ثم اقترفوا السيئات، وارتكبوا مختلف المعاصي، وكذبوا الدلائل التي أقامها الله تعالى على صدق رسوله أشد التكذيب، وقد أحصى الله كل شيء في كتاب علمه، فلم يغب عنه شيء صدر منهم، وسيوفيهم جزاء ما صنعوا، وستكون له كلمة الفصل، فيقول لهم {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (٣٠)}.
قوله تعالى {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه لما بين حال المكذبين .. أردفه ما يفوز به المتقون من الجنات التي وصفها ووصف ما فيها، وذكر أنها عطاء من الله تعالى، وفي هذا استنهاض لعوالي الهمم بدعوتهم إلى المثابرة على أعمال الخير، وازديادهم من القربات والطاعات، كما أن فيها