مناسبة هذه الآية لما قبلها: أنه لَمَّا ذكر اصطفاءَ طالوت على بني إسرائيل، وتفضيلَ داود عليهم بإيتائِه المُلْكَ والحكمة وتعليمِه، ثم خاطب نبيَّه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - بأنه من المرسلين، وكان ظاهر اللفظ يقتضي التسوية بين المرسلين .. بيّن بأنَّ المرسلين متفاضلون أيضًا، كما كان التفاضل بين غير المرسلين، كطالوت وبني إسرائيل.
قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ ...} مناسبةُ هذه الآية لما قبلها: هو أنه لما ذُكِرَ أن الله تعالى أراد الاختلاف إلى مؤمن وكافر، وأراد الامتثال، وأمر به المؤمنين، وكان الجهاد يحتاج صاحبه إلى الإعانة عليه .. أمر تعالى بالنفقة من بعض ما رَزَقَ، فشَمِلَ النفقةَ في الجهاد، وهي وإن لم ينص عليها مندرجةٌ في قوله:{أَنْفِقُوا}، وداخلة فيها دخولًا أوَّليًّا؛ إذ جاء الأمرُ بها عقب ذِكْر المؤمنِ والكافرِ، وَاقْتِتَالِهم. قال ابنُ جريج: والأكثرون على أن الآية عَامَّة في كل صدقة واجبة، أو تطوع.