للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وما أخرجه أبو داود عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءهم في صفة المهاجرين، فسأله إنسان: أيّ آية في القرآن أعظم؟ فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ".

وما أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قرأ حين يصبح آية الكرسي، وآيتين من أول: {حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢)} .. حُفظ يومه ذلك حتى يُمسي، ومن قرأها حين يمسي .. حُفظ ليلته تلك حتى يُصبح". وقال: حديث غريب.

وما أخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكلِّ شيءٍ سَنَام، وإن سَنَام القرآنِ البقرة، وفيها آيةٌ هي سيدة آيِ القرآن؛ آية الكرسي" والمراد منه: تعظيمُ هذه السورة. وقوله هي سيدة آي القرآن؛ أي: أفضله.

وقال العلماء (١): إنما تميَّزتْ آيةُ الكرسيِّ؛ بكونها أعظمَ آية في القرآن؛ لِمَا جَمعتْ من أصول الأسماء والصفات، من الإلهية، والوحدانية، والحياة، والعلم، والقيومية، والملك، والقدرة، والإرادة، فهذه أصول الأسماء والصفات؛ وذلك لأن الله تعالى أعظم مذكور، فما كان ذاكرًا له من توحيد وتعظيم .. كان أعظم الأذكار. وفي هذه الأحاديث حُجَّة لمن يقول: بجواز تفضيل بعض القرآن على بعض، وتفضيله على سائر كتب الله المنزلة.

وقالوا أيضًا: معنى أن هذه الآية - أو هذه السورة - أعظمُ، أو أفضلُ هو: أنَّ الثواب المتعلق بها أكثر، وهذا هو المختار.

ومعنى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}؛ أي: الإله الذي يستحق منكم العبادة .. مُخبَرٌ عنه بكونه لا معبودَ بحق في الوجود إلا هو سبحانه وتعالى، فجملة {لا} في محل الرفع خبرُ المبتدأ؛ نفى (٢) الإلهية عن كل ما سواه، وأثبتَ الإلهية له


(١) الخازن.
(٢) الخازن.