خارج عنهم؛ أي: لكن الذين آمنوا بالله ورسوله إيمانًا صحيحًا {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} من الطاعات المأمور بها {لَهُمْ} في الآخرة عند ربهم {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}؛ أي: غير مقطوع، بل متصل دائم، من: منَّه منًا، بمعنى: قطعه قطعًا، أو غير ممنون به عليهم، فإن المنة تكدر النعمة، من: منَّ عليه منَّة، والأول هو الظاهر (١)، ولعل المراد من الثاني تحقيق الأجر، وأن المأجور استحق الأجر بعمله إطاعة لربه، وإن كان ذلك الاستحقاق من فضل الله، كما أن إعطاء القدرة على العمل والهداية إليه من فضله أيضًا، ويجوز أن يكون الاستثناء متصلًا إن أريد من آمن منهم.
والمعنى: أي لكن الذين آمنوا بالله ورسوله، وخضعوا للقرآن الكريم، وعملوا بما جاء فيه، فأولئك لهم أجر لا ينقطع مدده، ولا ينقص منه، وفي هذا ترغيب في الطاعة، وزجر عن المعصية.
{إذَا} ظرف لما يستقبل من الزمان مضمن معنى الشرط، أو مجرد منه {السَّمَاءُ}: فاعل بفعل محذوف يفسره المذكور، تقديره: إذا انشقت السماء انشقت، والجملة المحذوفة في محل الخفض بإضافة {إِذَا} إليها على كونها فعل شرط لها، وجملة {انْشَقَّتْ} مفسرة لا محل لها من الإعراب، وجواب {إِذَا} محذوف جوازًا، تقديره: إذا انشقت السماء لاقى كل إنسان عمله، وجملة {إِذَا} مستأنفة، وقيل: لا جواب لها؛ لأنها مجردة عن معنى الشرط، فهي منصوبة باذكر مقدرًا نصب المفعول به {وَأَذِنَتْ}: {الواو}: عاطفة {أذنَت}: فعل ماض، وفاعل مستتر يعود على {السَّمَاءُ}، معطوفة على {انْشَقَّتْ}، {لِرَبِّهَا}: متعلق بـ {أذنَت}، {وَحُقَّتْ}: فعل ماض مغير الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود على {السَّمَاءُ}، والجملة معطوفة على جملة {انْشَقَّتْ}، وفي "الروح": وحق هذه الجملة أن تكون معترضة مقررة لما قبلها، لا معطوفة عليه، وقوله: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣)} معطوف على قوله: {إِذَا