ابن الشيخ:{عَنْ} هنا بمعنى: بعد؛ لأن الإنسان إذا صار إلى الشيء مجاوزًا عن شيء آخر، فقد صار إلى الثاني بعد الأول، فصح أنه يستعمل فيه بعد وعن معًا.
ومنها: الإظهار في موضع الإضمار في قوله: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢)}؛ للتسجيل علهيم بالكفر، وللإشعار بما هو العلة في عدم خضوعهم للقرآن؛ أي: للإشعار بأنهم لا يؤمنون، ولا يسجدون عند قراءة القرآن عليهم؛ لأنهم كافرون مكذبون. اهـ "كرخي".
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (٢٣)}؛ لأن الإيعاء حقيقة في جعل الشيء في وعاء؛ أي: ظرف، ثم استعير لمعنى الحفظ على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: الأسلوب التهكمي في قوله: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}؛ لأن البشارة حقيقة في الإخبار بالخبر السار، وقد استعملت هنا في الخبر المؤلم استهزاءً بهم وتهكمًا.