وقرأ الجمهور:{قُرْآنٌ مَجِيدٌ} برفعهما على أنهما موصوف وصفة، وقرأ ابن سميفع {قرآن مجيد} بالإضافة، قال ابن خالويه: سمعت الأنباري يقول: معناه: بل هو قرآن رب مجيدٍ، ويجوز أن يكون من باب إضافة الموصوف لصفته، فيكون مدلوله ومدلول التنوين ورفع مجيد واحدًا، وهذا أولى؛ لتوافق القراءتين.
وقرأ الجمهور:{فِي لَوْحٍ} بفتح اللام {مَحْفُوظٍ} بالخفض صفة للوح، واللوح المحفوظ: هو الذي فيه جميع الأشياء، معلَّق بالعرش. كما في القرطبي. وقرأ ابن يعمر وابن السميفع بضم اللام؛ أي: إنه يلوح، وهو ذو نور وعلو وشرف. قال ابن خالويه: اللوح: الهواء، وقال الزمخشري: يعني: اللوح فوق السماء السابعة الذي هو في اللوح المحفوظ من وصول الشياطين إليه، وقرأ الأعرج وزيد بن علي وابن محيصن ونافع بخلاف عنه:{محفوظٌ} بالرفع صفة للقرآن، كما قال تعالى:{وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}؛ أي: هو محفوظ في القلوب لا يلحقه خطأ ولا تبديل.
{وَالسَّمَاءِ}: {الواو}: حرف جر وقسم {السَّمَاءِ}: مجرور بواو القسم، الجار والمجرور متعلق بفعل قسم محذوف وجوبًا تقديره: أقسم، وجملة القسم مستأنفة استئنافًا نحويًا {ذَاتِ الْبُرُوجِ}: صفة لـ {السَّمَاءِ} مجرور بالكسر، {وَالْيَوْمِ}: {الواو}: عاطفة {اليومِ}: معطوف على {السَّمَاءِ}، أو:{الواو}: حرف قسم {اليومِ}: مقسم به مجرور بواو القسم، فيكون قسمًا مستقلًا {الْمَوْعُودِ}: صفة لـ {ليوم}، {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣)} معطوفان أيضًا على {السَّمَاءِ}، {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (٤)}: فعل ماضٍ ونائب فاعل، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب، ولكنه محذوف الصدر، تقديره: أقسم بهذه الأشياء لقد قتل أصحاب الأخدود، وإنما احتيج لهذا الحذف؛ لأن المشهور عند النحاة: أن الماضي المثبت المتصرف الذي لم يتقدم معموله إذا وقع جوابًا للقسم .. تلزمه اللام وقد، لا يجوز