عباس أن أُبيٌّ بن كعب أمره بذلك، وأخبر أبي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره بذلك، وأبو الحسن المقرىء المذكور هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرىء. قال ابن كثير: فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي من ولد القاسم ابن أبي بزة، وكان إمامًا في القراءات، وأما في الحديث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي، وقال: لا أحدث عنه، وكذلك أبو جعفر العقيلي قال: هو منكر الحديث، قال ابن كثير: ثم اختلف القراء في موضع هذا التكبير وكيفيته، فقال بعضهم: يكبر من آخر سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)}، وقال آخرون من آخر الضحى، وكيفية التكبير عند بعضهم أن يقول: الله أكبر، ويقتصر، ومنهم من يقول: الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر، وذكروا في مناسبة التكبير من أول الضحى: أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفتر تلك المدة، ثم جاء الملك، فأوحى إليه {وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) ...} السورة كبر فرحًا وسرورًا، ولم يَرْوُوا ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف.
سبب نزولها: اتفق الرواة على أن سبب نزول هذه السورة الكريمة إنما هو حصول فترة انقطاع في توالي نزول الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فظن من توهّم أن الله عَزَّ وَجَلَّ قد تركه وقلاه، فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ هذه السورة؛ ليلقي الطمأنينة في نفسه - صلى الله عليه وسلم -.