وفاعل بمعنى: أخبرني، و {الهمزة}: للاستفهام التعجبي، وجملة {أَرَأَيْتَ} جملة استفهامية مؤكِّدة للأولى أيضًا، والمفعول الأول لـ {رأيت} محذوف دل عليه المفعول الأول لـ {رأيت} الأولى، والثاني الجملة الاستفهامية المذكورة بعدها، والتقدير: أرأيت هذا الناهي ألم يعلم بأن الله يرى. {إن}: حرف شرط. {كَذَّبَ}: فعل ماض في محل الجزم بـ {إِن} على كونه فعل شرط لها، وفاعله ضمير يعود على الناهي؛ {وَتَوَلَّى}: معطوف على {كَذَّبَ}، وجواب الشرط محذوف دلت عليه الجملة الاستفهامية بعده، تقديره: إن كذب ذلك الناهي وتولى أفلم يعلم بأن الله يراه ويجازيه، وجملة الشرط جملة معترضة لا محل لها من الإعراب، قال الزمخشري: فإن قلت: كيف صح أن يكون {أَلَمْ يَعْلَمْ} جواب الشرط؛ قلت: صح كما صح في قولك: إن أكرمتك أتكرمني، وإن أحسن إليك زيد هل تحسن إليه، {أَلَمْ يَعْلَمْ}: {الهمزة}: للاستفهام التقريري، {لم}: حرف جزم. {يَعْلَمْ}: فعل مضارع مجزوم بـ {لم}، وفاعله ضمير مستتر يعود على الناهي. {يَرَى}{الباء}: زائدة، {أن}: حرف نصب ومصدر وتوكيد. {اللَّهَ}: اسمها. {يَرَى}: فعل مضارع، وفاعل مستتر يعود على {اللَّهَ}، ومفعوله محذوف تقديره: بأن الله يراه، وهي بصرية تتعدى إلى مفعول واحد، وجملة {يَرَى} في محل الرفع خبر {إن}، وجملة {أَنَّ} مع معموليها في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي {يَعْلَمْ} تقديره: ألم يعلم ذلك الناهي رؤية الله إياه، وجملة {يَعْلَمْ} في محل النصب مفعول ثان لـ {أَرَأَيْتَ}. وقد ذكرت {أَرَأَيْتَ} هنا ثلاث مرات، وقد صرح بعد الثالثة، منها بجملة الاستفهامية فتكون في موضع المفعول الثاني لها، ومفعولها الأول محذوف، وهو ضمير يعود على {الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا} الواقع مفعولًا أول لـ {أَرَأَيْتَ} الأولى، وأما {أَرَأَيْتَ} الأولى فمفعولها الأول {الَّذِي}، ومفعولها الثاني محذوف، وهو جملة استفهامية نظير الجملة الواقعة بعد {أَرَأَيْتَ} الثانية، فلم يذكر لها مفعول لا أول، ولا ثان، فحذف الأول لدلالة المفعول الأول لـ {رأيت} الأولى عليه، وحذف الثاني لدلالة مفعول {أَرَأَيْتَ} الثالثة عليه، فقد حذف الثاني من {أَرَأَيْتَ} الأولى، والأول من الثالثة، والاثنان من الثانية، وليس ذلك من باب التنازع؛ لأن التنازع يستدعي إضمارًا، والجمل لا تضمر إنما تضمر المفردات، وإنما ذلك من باب الحذف للدلالة.