جعله الله عيدًا لهذه الأمة، فقال الرجل: أريت إن لم أجد إلا منيحة أنثى فأضحي بها قال: "لا ولكنك تأخذ من شعرك، وتقلم أظافرك، وتقص شاربك، وتحلق عانتك، فذلك تمام أضحيتك عند الله عز وجل".
ومنها: ما أخرجه الترمذي وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قرأ سورة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ} عدلت له بنصف القرآن، ومن قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} عدلت بثلث القرآن، ومن قرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} عدلت له بربع القرآن" وقوله: "تعدل بنصف القرآن، وذلك؛ لأن أحكام القرآن تنقسم على قسمين: أحكام الدنيا وأحكام الآخرة، وهذه السورة تشتمل على أحكام الآخرة كلها إجمالًا".
ومنها: ما أخرجه الترمذي وابن الضريس ومحمد بن نصر والحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن" قال الترمذي غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة.
ومنها: ما أخرجه الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل من أصحابه:"هل تزوجت يا فلان؟ قال: لا والله يا رسول الله ولا عندي ما أتزوج به قال: أليس معك قل هو الله أحد؟ قال: بلى، قال: ثلث القرآن، قال: أليس معك إذا جاء نصر الله والفتح؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك قل يا أيها الكافرون؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت الأرض؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن تزوج" قال الترمذي هذا حديث حسن.
ومنها: ما أخرجه ابن مردويه عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من قرأ ليلة إذا زلزلت الأرض كان له عدل نصف القرآن" وروي أن جد الفرزدق ابن صعصعة بن ناجية أتاه - صلى الله عليه وسلم - ليستقرِئَهُ، فقرأ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨)}، فقال: حسبي حسبي، وهي أحكم آية في القرآن، ويسمونها الجامعة الفاذة.