للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وليس فعلال من غير المضاعف سواه، وقسطال وخرطال، وفيه أيضًا: وزلزلهُ زلزلةً وزلزالًا مثلثة: حركه.

والزلازل البلايا، وقال ابن عرفة الزلزلة والتلتلة واحد، والزلازل والتلاتل كذلك، وأنشد للراعي:

فَأَبُوْكَ سَيِّدُهَا وَأَنْتَ أَشَدُّهَا ... زَمَنَ الزَّلَازِلِ فِيْ التَّلاتِلِ جُوْلَا

{أَثْقَالَهَا}: جمع ثِقْل - بكسر فسكون - كحمل وأحمال كما في "المختار"، وعبارة الزمخشري: وجعل ما في جوفها من الدفائن أثقالًا لها. والثقل في الأصل متاع البيت، كما قال تعالى: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} والمراد به هنا: ما في جوف الأرض من الدفائن، كالموتى والكنوز.

{وَقَالَ الْإِنْسَانُ}: الإنسان فيه قولان، أحدهما: أنه اسم جنس يعم المؤمن والكافر، أي: يقول الجميع ذلك لما يبهرهم من الأمر الفظيع كما يقولون {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، والثاني: أنه الكافر خاصة؛ لأنه كان لا يؤمن بالبعث، فأما المؤمن فيقول: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (٥)} يقال: أوحى له وأوحى إليه، ووحى له ووحى إليه، إذا كَلَّمه خفية من ألهمه كما جاء في قوله: {وأوحى ربك إلى النحل} والوحي الإعلام خفية من الإلهام {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ} أي يرجع، فالوارد هو الآتي للماء ليشرب من يستقي، والصادر هو الراجع عنه {أَشْتَاتًا} جمع شَتٍّ، يقال: أمر شت وشتات؛ أي: متشتت ومتفرق، وهو وصفٌ بالمصدر، ويقال: جاؤوا أشتاتًا، وجاؤوا شتات شتات؛ أي متفرقين وقال عدي بن زيد:

قَدْ هَرَاقَ المَاءَ فِي أَجْوَافِهَا ... وَتَطَايَرْنَ بِأَشْتَاتِ شَقَقْ

{لِيُرَوْا} أصله لِيُرْأَيُوا، بوزن يُفعَلوا، نقلت حركة الهمزة إلى الراء ثم حذفت، وقلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح ثم حذفت لالتقاء الساكنين {مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}؛ أي: وزنها، وهو مَثَلٌ في الصغر، والذرة النملة الصغيرة أو هي الهَباء الذي يُرى في ضوء الشمس إذا دخلت من نافذة {يَرَهُ}: أصله يَرْايُهُ بوزن يفعل، نقلت حركة الهمزة إلى الراء ثم حذفت للتخفيف، وقلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت لَمَّا جُزِم الفعل.