على قريش فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحو أثرها، فأبادهم الله تعالى، وأرغم آنافهم، وخيّب سعيهم، وأضل أعمالهم، وردهم بشر خيبة. وكانوا قومًا نصارى وكان دينهم إذ ذاك أقرب حالًا مما كان عليه قريش من عبادة الأوثان، ولكن من باب الإرهاص والتوطئة لنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - ومبعثه، فإنه في ذلك العام وُلد على أشهر الأقوال، ولسان حال القدرة يقول: لم ينصركم يا معشر قريش على الحبشة لخيرتكم عليهم، ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرِّفه ونعظمه ونوقره ببعثة النبي الأمي محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.