لإيلاف قريش ونعمتي عليهم في ذلك، قال: وذلك لإجماع المسلمين على أنهما سورتان منفصلتان مستقلتان.
ونقل الإِمام الطبري في "تفسيره" قال: قال عمرو بن ميمون الأزدي: صليت المغرب خلف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وقرأ في الركعة الأولى سورة والتين والزيتون، وفي الثانية ألم تر كيف ولإيلاف قريش، وسميت سورة قريش، لذكر لفظ قريش فيها، وقال محمد بن حزم - رحمه الله تعالى -: سورة قريش كلها محكم لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
فضائلها: ومما يدل على فضلها: ما أخرجه (١) البخاري في "تاريخه" والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أم هانىء بنت أبي طالب - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"فضَّل الله قريشًا بسبع خصال لم يعطها أحدًا قبلهم، ولا يعطيها أحدًا بعدهم: أني فيهم، - وفي لفظٍ: النبوةُ فيهم -، والخلافة فيهم، والحجابة فيهم، والسقاية فيهم، ونصروا على الفيل، وعبدوا الله سنين - وفي لفظ عشر سنين - لم يعبده أحد غيرهم، ونزلت فيهم سورة من القرآن لم يُذكر فيها أحد غيرهم {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)} " وفيه إشارة إلى أنهم سبب نزولها، قال ابن كثير هو حديث غريب، ويشهد له ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" وابن مردويه وابن عساكر عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فضل الله قريشًا بسبع خصال: فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبده إلا قريش، وفضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون، وفضلهم بأنها نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين غيرهم، وهي: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)} "، وفضلهم بأن فيهم النبوة والخلافة والسقاية، وأخرج الخطيب في "تاريخه" عن سعيد بن المسيب مرفوعًا نحوه، وهو مرسل.