الخفض بإضافة إذا إليها على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق فالجواب الآتي أعني:{فَسَبِّحْ}. وقال أبو حيان: ولا يصح إعمال {فَسَبِّحْ} في {إِذَا} لأجل الفاء؛ لأن فاء الجواب لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، بل العامل في {إِذَا} فعل الشرط المذكور بعدها على الصحيح. {وَرَأَيْتَ النَّاسَ}: فعل وفاعل ومفعول به معطوف على جملة {جَاءَ} على كونه فعل شرط لـ {قُلْ}، ويجوز أن تكون الرؤية إما بصرية، فتكون جملة {يَدْخُلُونَ} حالًا من {النَّاسَ}، وأن تكون علمية، فتكون الجملة مفعولًا ثانيًا لـ {رأيت}، و {فِي دِينِ اللَّهِ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {يَدْخُلُونَ}. {أَفْوَاجًا}: حال من فاعل {يَدْخُلُونَ}. {فَسَبِّحْ}{الفاء}: رابطة لجواب إذا وجوبًا، {سبح}: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر يعود على محمد - صلى الله عليه وسلم -. {بِحَمْدِ رَبِّكَ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بمحذوف حال من فاعل {سبح}؛ أي: حال كونك متلبسًا بحمد ربك، والجملة الفعلية جواب إذا لا محل لها من الإعراب، وجملة إذا مستأنفة، و {الباء} للمصاحبة، والحمد مصدر مضاف للمفعول. {وَاسْتَغْفِرْهُ}: فعل أمر وفاعل ومفعول به معطوف على {سبح}. {إِنَّهُ}: ناصب واسمه، وجملة {كَانَ تَوَّابًا} خبره، وجملة {إن} مستأنفة مسوقة لتعليل الأمر بالاستغفار، و {تَوَّابًا}: خبر {كَانَ}.
التصريف ومفردات اللغة
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} النصر: العون، يقال: نصره على عدوه وينصره نصرًا إذا أعانه عليه، والاسم النصرة، ونصر الغيث الأرض إذا أعان على إظهار نباتها، ومنع من قحطها، قال شاعرهم:
إذا دخل الشهر الحرام فجاوزي ... بلاد تميم وانصري أرض عامر
ويقال: استنصره على عدوه إذا سأله أن ينصره عليه.
{وَالْفَتْحُ}: الفصل بينه وبين أعدائه، وإعزاز دينه وإظهار كلمته.
{أَفْوَاجًا} والأفواج: جمع فوج، وهو الجماعة والطائفة، قال الحوفي: وقياس جمعه: أفْوُج على وزن أفعُل، ولكن استُثقلت الضمة على الواو، فعُدل إلى أفواج، كأنه يعني أنه كان ينبغي أن يكون معتل العين كالصحيح، فكما أن قياس فعل صحيحه أن يُجمع على أفعُل لا على أفعال، فكذلك هذا، والأمر في هذا المعتل