المناسبة بين هذه الآيات وبين السورة السابقة: فقد مرَّ بيانها آنفًا، فلا عود.
أسباب النزول
فقد روى ابن جرير وابن إسحاق وابن المنذر أن هذه الآيات وما بعدها إلى نحو ثمانين آية نزلت في نصارى نجران، إذ وفدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا نحو ستين راكبًا، فيهم أربعة عشر من أشرافهم ثلاثة منهم أكابرهم: عبد المسيح أميرهم، والأيهم مشيرهم، وأبو حارثة بن علقمة حبرهم. فقدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخاصموه، فتكلم منهم أولئك الثلاثة معه - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا تارة: عيسى هو الله؛ لأنه كان يحي الموتى، وتارة هو ابن الله؛ إذ ليس له أب، وتارة إنه ثالث ثلاثة؛ لقوله تعالى: فعلنا وقلنا، ولو كان واحدًا لقال: فعلتُ وقلتُ، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألستم تعلمون أن ربنا حيٌّ لا يموت، وأن عيسى يموت"؟ قالوا: بلى، قال:"ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إلا ويشبه أباه"؟ قالوا: بلى، قال:"ألستم تعلمون أن ربنا قائم على كل شيء يكلؤه ويحفظه ويرزقه، فهل يملك عيسى شيئًا"