على غاية من الأحكام والصنع بمصوِّر يمثِّل شيئًا فيضم جرمًا إلى جرم ويصور منه صورة.
وفي قوله:{فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} شبه القلب المائل عن القصد بالشيء الزائغ عن مكانه، وفي غير ذلك، وقيل: هذه كلها استعارات ولا تشبيه فيها؛ لأنه لم يصرح فيها بذكر أداة التشبيه.
ومنها: الاختصاص في قوله: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} إلى قوله: {وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ} على تفسير من فسَّره بالزبور، واختص الأربعة دون بقية ما أنزل؛ لأن أصحاب الكتب، إذ ذاك المؤمنون واليهود والنصارى. وفي قوله:{لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} خصهما بالذكر؛ لأنهما أكبر مخلوقاته الظاهرة لنا. وفي قوله:{وَالرَّاسِخُونَ} اختصهم بخصوصية الرسوخ في العلم بهم وفي قوله: {أُولُو الْأَلْبَابِ}؛ لأن العقلاء لهم خصوصية التمييز والنظر والاعتبار وفي قوله:{لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا} اختص القلوب؛ لأن بها صلاح الجسد وفساده وليس كذلك بقية الأعضاء؛ ولأنها محل الإيمان، إلى غير ذلك ومنها الالتفات في قوله: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (٩)}.