منها:{مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ}؛ أي: الحجر الذي يقوم عليه إبراهيم عند بناء البيت، وكان فيه أثر قدمي إبراهيم، فاندرس من كثرة المسح بالأيدي، وفيه دلالة على قدرة الله تعالى ونبوة إبراهيم؛ لأن تأثير قدميه في الصخرة الصماء، وغوصهما فيها إلى الكعبين، وإلانة بعض الصخرة دون بعض، وإبقاءها ألوفًا من الأعوام معجزةٌ عظيمة، وسبب هذا الأثر أنه: لما ارتفع بنيان الكعبة .. قام على هذا الحجر، ليتمكن من رفع الحجارة، فغاصت فيه قدماه.
ومنها: انحراف الطيور عن موازاة البيت، فلا تعلوا فوقه بل إذا قابل هواه في الجو .. انحرف عنه يمينًا أو شمالًا، ولا يستطيع أن يقطع هواه إلا إذا حصل له مرض فيدخل هواه للتداوي. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن الطير يعاين يعلوه، وقد علته العقاب التي أخذت الحية المشرفة على جداره.
ومنها: مخالطة ضواري السباع، الصيود في الحرم من غير تعرض لها.
ومنها: إهلاك أصحاب الفيل لما قصدوا تخريبه، وما قصده جبار بسوء إلا أهلكه، ومن الآيات التي فيها الحجر الأسود، والملتزم والحطيم، وزمزم، ومشاعر الحج التي فيها كالصفا والمروة.
ومنها: أنَّ الآمر ببناء هذا البيت هو المولى الجليل، والمهندس له جبريل عليه السلام، والباني هو إبراهيم الخليل عليه السلام، والمساعد في بنيانه هو إسماعيل عليه السلام، فهذه كلها فضيلة عظيمة لهذا البيت.
وقرأ الجمهور:{وُضِعَ} بالبناء للمفعول، وقرأ عكرمة، وابن السميقع شذوذًا {وضع} مبنيًّا للفاعل، فاحتمل أن يعود على الله، واحتمل أن يعود على إبراهيم، وهو أقرب في الذكر، وأليق بالمقام. وقرأ الجمهور:{آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} على صيغة الجمع، وقرأ أبي، وعمر وابن عباس، ومجاهد، وأبو جعفر، في رواية قتيبة:{آية بينة} على الإفراد وهي قراءة شاذة أيضًا.
وذكر الرابع منها بقوله:{وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا}؛ أي: ومن دخل البيت كان