للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حدود الله باستحلال المحارم؛ أي؛ ذلك بسبب عصيانهم واعتدائهم ومجاوزتهم حدود الله تعالى؛ فنزل بهم ما نزل.

وهذه الجملة مؤكدة لما قبلها، فالعصيان والاعتداء هو عين الكفر، وقتلهم الأنبياء، ويحتمل أنها ليست مؤكدة بل هي علة للعلة؛ أي: فعلة ضرب الذلة، والمسكنة، والغضب من الله: كفرهم، وقتلهم الأنبياء، وعلة الكفر، والقتل: عصيانهم أمر الله وتجاوزهم الحد.

وقال بعض العارفين: من ابتلي بترك الآداب .. وقع في ترك السنن ومن ابتلي بترك السنن .. وقع في ترك الفريضة، ومن ابتلي بترك الفريضة .. وقع في اسحقار الشريعة، ومن ابتلى بذلك .. وقع في الكفر.

الإعراب

{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

{وَلْتَكُنْ} {الواو} استئنافية. {اللام} لام الأمر، مبنية على السكون لسبقها بعاطف والأصل فيها: البناء على الكسر كما في قوله تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ} وإنما حركت حينئذٍ؛ لكونها على حرف واحد، ولتعذر الابتداء بالساكن، وكانت الحركة كسرة للفرق بينها وبين لام القسم، والالتباس بينها وبين لام الجر يندفع بالمقام؛ لأن هذه لا تدخل إلا على الفعل، وتلك إلا على الاسم، كما ذكرته في "الفتوحات القيومية على متن الآجرومية" {تكن} فعل مضارع تام، أو ناقص مجزوم باللام. {مِنْكُمْ} متعلق به، أو خبر لـ {تكن} إن قلنا ناقصة. {أُمَّةٌ} فاعل، أو اسمٌ لها، والجملة مستأنفة. {يَدْعُونَ} فعل وفاعل. {إِلَى الْخَيْرِ} متعلق به، والجملة صفة لـ {أُمَّةٌ}، وجملة {وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} وكذلك جملة {وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} معطوفتان على جملة {يَدْعُونَ} على كونهما صفة لـ {أُمَّةٌ}. {وَأُولَئِكَ} {الواو} استئنافية. {أولئك} مبتداء. {هُمُ} ضمير فصل. {الْمُفْلِحُونَ} خبر، والجملة مستأنفة.