وجراد محسوسٌ قتله البرد، وسنةٌ حسوس إذا أتت على كل شيء. وفي "المختار"{إِذْ تَحُسُّونَهُمْ} أي: تستأصلونهم قتلًا، وبابه: ردَّ، فكان القاتل أبطل حسه بالقتل، كما يقال: بطنه إذا أصاب بطنه، ورأسه إذا أصاب رأسه.
{حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ} في "المصباح" فشل فشلًا، فهو فشلٌ من باب: تعب وهو الجبان الضعيف القلب.
{وَتَنَازَعْتُمْ} التنازع الإختلاف، وهو من النزع وهو الجذب يقال: نزع ينزع إذا جذب، وهو متعدٍّ إلى واحد؛ ونازع متعدٍ إلى اثنين وتنازع متعدٍ إلى واحد.
قال الشاعر:
فلما تنازعنا الحديث وأسمحت ... هصرت بغصن ذي شماريخ ميال
{إِذْ تُصْعِدُونَ} بضم أوله على قراءة الجمهور من أصعد الرباعيّ، يقال: أصعدنا من مكة إلى المدينة، أي: ذهبنا، وبفتحه على قراءة غيرهم من صعد في الجبل إذا رقى. وقال المفضل: صعد وأصعد بمعنى واحدٍ.
{وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ}؛ أي: لا تلتفتون إلى أحد من شدة الهرب، يقال: فلانٌ لا يلوي على شيء؛ أي: لا يعطف عليه، ولا يبالي به، وأصل تلوون تلويون استثقلت الحركة على الياء ثم حذفت، فالتقى ساكنان، ثم حذفت الياء، ثم ضمت واو عين الكلمة لمناسبة واو الضمير فصار تلوون.
{عَلَى مَا فَاتَكُمْ} يقال: فات الشيء، أعجز إدراكه، وهو متعد، ومصدره فوتٌ وهو قياس فعل المتعدِّي.
{نُعَاسًا} النعاس (١): النوم الخفيف، يقال: نعس ينعس من باب فتح، ونصر نعاسًا، فهو ناعسٌ، ولا يقال: نعسان. وقال الفراء: قد سمعتها، ولكني لا أشتهيها، ويقال: نعس الرجل نعسًا إذا أخذته فترةٌ في حواسه، فقارب النوم، فهو ناعسٌ.
{إِلَى مَضَاجِعِهِمْ} جمع مضجع، والمضجع: المكان الذي يتكأ فيه للنوم،