للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أسند إلى تاء المتكلم، وأخواتها: أن تضم فاؤه، إما من أوَّل وهلة، وإما أن تبدل الفتحة ضمةً، ثم تنقلها إلى الفاء على اختلافٍ بين الصرفيين.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة:

منها: الطِّباق في لفظ {آمَنُوا}، و {كَفَرُوا}، وكذلك بين {يخفون} و {يبدون}، وبين {فاتكم} و {أصابكم}، وهو من المحسنات البديعية.

ومنها: التشبيه في قوله: {يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}، شبه الرجوع عن الدين بالراجع القهقرى؛ والذي حبط عمله بالكفر بالخاسر الذي ضاع ربحه، ورأس ماله، وبالمنقلب الذي يروح في طريق، ويغدو في أخرى، وفي قوله: {سَنُلْقِي}، وقيل هذا كله استعارة.

ومنها: الالتفات (١) إلى التكلم في قوله: {سَنُلْقِي} من الغيبة في قوله: {وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} وذلك للتنبيه على عظم ما يلقيه تعالى، وقرأ أيوب السختيانيُّ سيلقي بالغيبة جريًا على الأصل، وقدم المجرور على المفعول به اهتمامًا بذكر المحل قبل ذكر الحال، والإلقاء هنا مجازٌ؛ لأنَّ أصله في الأجرام فاستعير هنا.

ومنها: وضع الظاهر موضع المضمر في قوله: {وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} حيث لم يقل، وبئس مثواهم بل وضع الظاهر مكان الضمير للتغليظ، وللإشعار بأنهم ظالمون لوضعهم الشيء في غير موضعه.

ومنها: التفخيم في قوله: {ذُو فَضْلٍ} حيث نكره.

ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} للتشريف، وللإشعار بعلة الحكم حيث لم يقل عليكم.

ومنها: الإبهام (٢) في قوله: {وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} فمن قال: هو


(١) الفتوحات.
(٢) البحر المحيط.