يَغْلُلْ}؛ أي: ومن يأخذ من الغنيمة خفية، وخيانة {يَأتِ بِمَا غَلَّ}؛ أي: يجىء بالذي غله وأخذه من الغنيمة بعينه يحمله علي عنقه {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} فضيحةً له على رؤوس الأشهاد، وزيادة له في تعذيبه {ثُمَّ تُوَفَّى}؛ أي: ثم بعد جمع الخلائق في عرصات القيامة، والحال أن الغال فيهم حاملًا بما غل على عنقه، تعطي، وتوفر وتجازى {كُلُّ نَفْسٍ} غالةٍ وغيرها جزاء {مَا كَسَبَتْ} واقترفت من خير أو شر، {وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}؛ أي: والحال أن الخلائق لا يظلمون في جزاء أعمالهم بنقص ثواب عنهم، أو زيادة عقاب عليهم.
فصل في ذكر الأحاديث الواردة في الغلول ووعيد الغال
والغلول: لغة: أخذ الشيء خفية، والخيانة فيه. وشرعًا: الخيانة في الغنيمة، وبهذا وردت الأحاديث.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فذكر الغلول فعظمه، وعظم أمره حتى قال:"لا ألفينَّ أحدكم يجىء يوم القيامة على رقبته بعيرٌ له رغاء يقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرسٌ له حمحمةٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا، قد أبلغتك لا ألفينَّ أحدكم يجىء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء، يقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفسٌ لها صياحٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاعٌ تخفق، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا، قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامتٌ، فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئًا قد أبلغتك". متفق عليه، وهذا لفظ مسلم.
الرغاء: صوت البعير، والثغاء. صوت الشاة، والرقاع: الثياب، والصامت: الذهب والفضة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر،