للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الله يذر المؤمنين. وضعف أبو البقاء مذهب الكوفيين؛ لأن ما بعدها قد انتصب، فإن كان النصب باللام نفسها فليست زائدة، وإن كان النصب بأن فسد المعنى؛ لأن أن وما في حيزها في تأويل مصدر، والخبر في باب كان هو الاسم في المعنى، فيلزم أن يكون المصدر الذي هو معنى من المعاني صادقًا على اسمها، وهو محال، انتهت بتصرف وزيادة. وقد أشبعنا الكلام في لام الجحود على كلا المذهبين بما لا مزيد عليه في كتابنا "الخريدة البهية في إعراب أمثلة الآجرومية" فراجعه.

{عَلَى مَا} جار ومجرور متعلق بـ {يذر} {أَنْتُمْ} مبتدأ {عَلَيْهِ} جار ومجرور خبر المبتدأ، والجملة صلة لـ {ما} أو صفة لها، والعائد أو الرابط ضمير {عليه}. {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} {حَتَّى} حرف جر، وغاية. {يَمِيزَ} فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد {حتى} بمعنى إلى، وفاعله ضمير يعود على الله. {الْخَبِيثَ} مفعول به. {مِنَ الطَّيِّبِ} متعلق بـ {يميز}، والجملة الفعلية صلة أن المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بـ {حتى} بمعنى إلى تقديره: إلى ميزه أو تمييزه الخبيث من الطيب، الجار والمجرور متعلق بـ {يذر}.

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ}.

{وَمَا} {الواو} عاطفة. {ما} نافية. {كَانَ اللَّهُ} فعل ناقص واسمه {لِيُطْلِعَكُمْ} {اللام} حرف جر وجحود. {يطلعكم} فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {اللَّهُ}. {عَلَى الْغَيْبِ} متعلق بـ {يطلع}، والجملة الفعلية صلة أن المضمرة، وأن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور باللام تقديره: وما كان الله لإطلاعكم الجار والمجرور متعلق بواجب الحذف لوقوعه خبرًا لـ {ـكان} تقديره: وما كان الله مريدًا لإطلاعكم على الغيب، وجملة {كان} معطوفة على جملة قوله: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ} {وَلَكِنَّ اللَّهَ} الواو عاطفة. {لكن} حرف استدراك على ما فهم من قوله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} من أنه لا يطلع أحدًا على الغيب حتى الأنبياء؛ لعموم الخطاب فيه. ولفظ الجلالة اسمها. {يَجْتَبِي} فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على {الله}، {مِنْ رُسُلِهِ} جار