وفي رواية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"والذي نفسي بيده، ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه، فأبت عليه .. إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها". وفي رواية:"إذا باتت مهاجرة فراش زوجها .. لعنتها الملائكة حتى تصبح". وفي أخرى "حتى ترجع".
وعن طَلْقِ بن علي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا دعا الرجل امرأته إلى حاجة، فلتأته وإن كانت على التنور" أخرجه الترمذي.
وله عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا".
وله عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة". {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ}؛ أي؛ فإن رجعْن عن النشوز إلى طاعتكم عند هذا التأديب {فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا}؛ أي: فلا تطلبوا عليهن طريقًا إلى الضرب والهجران، على سبيل التعنت والإذاية، ولا تتعرضوهن بما وقع من النشوز، واجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أو المعنى: فإن أطعنكم بواحدة من هذه الخصال التأديبية .. فلا تبغوا ولا تتجاوزوا ذلك إلى غيرها، فابدؤوا بما بدأ الله به، من الوعظ ثم الهجر ثم الضرب ثم التحكيم، ومتى استقام لكم ظاهر حالها .. فلا تبحثوا عما في سرائرها من الحب والبغض.
ثم هدد وخوف من يظلم النساء ويبغي عليهن فقال:{إِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى: {كَانَ عَلِيًّا}؛ أي: متصفًا بجميع صفات الكمال {كَبِيرًا}؛ أي: متنزهًا عن جميع النقائص، والمعنى: إن الله تعالى مع علوه وكبريائه لا يكلفكم ما لا تطيقون، فكذلك لا تكلفوهن ما لا طاقة لهن من المحبة، وأنه تعالى مع ذلك يتجاوز عن سيئاتكم، فأنتم أحق بالعفو عن أزواجكم عند طاعتهن لكم.
فكأنه يقول لهم: إن سلطانه عليكم فوق سلطانكم على نسائكم، فإذا بغيتم