كونكم غير مقاتلين، وفي "الفتوحات" وجملة قوله: {لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فيها وجهان.
أظهرهما: أنها في محل نصب على الحال؛ أي: ما لكم غير مقاتلين، أنكر عليهم أن يكونوا على غير هذه الحالة، وقد صرح بالحال بعد مثل هذا التركيب في قوله:{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} وقالوا في مثل هذه الحال: إنها حال لازمة؛ لأن الكلام لا يتم بدونها، وفيه نظر، والعامل في هذه الحال الاستقرار المقدر، كقولك مالك ضاحكًا.
والوجه الثاني: أن الأصل: وما لكم في أن لا تقاتلوا، فحذفت {في} فبقي أن لا تقاتلوا، فجرى الخلاف المشهور، ثم حذفت أن الناصبة، فارتفع الفعل بعدها، كقوله: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. اهـ. "سمين".
{وَالْمُسْتَضْعَفِينَ}: معطوف على {سَبِيلِ اللَّهِ} ولكنه على تقدير مضاف تقديره: وفي تخليص المستضعفين من أيدي الكفار، {مِنَ الرِّجَالِ}: جار ومجرور حال من {الْمُسْتَضْعَفِينَ}، {وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ}: معطوفان على {الرِّجَالِ}.
{الَّذِينَ}: صفة لـ {المستضعفين}، {يَقُولُونَ}: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا ...} إلى آخر الآية مقول محكي لـ {يَقُولُونَ} وإن شئت قلت: {رَبَّنَا}: منادى مضاف وجملة النداء مقول القول، {أَخْرِجْنَا}: فعل وفاعل والجملة جواب النداء على كونها مقول القول، {مِنْ هَذِهِ}: جار ومجرور متعلق بـ {أَخْرِجْنَا}، {الْقَرْيَةِ}: بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان منه، {الظَّالِمِ}: صفة للقرية، {أَهْلُهَا}: مرفوع به على الفاعلية، وأل في {الظَّالِمِ}: موصولة بمعنى: التي ظلم أهلها، فالظالم موافق للقرية إعرابًا ولما بعده معنى؛ لأنه نعت سببي. {وَاجْعَلْ}: فعل دعاء وفاعله ضمير يعود على الله، وهو معطوف على