{الحكمة}؛ أي: السنة؛ أي: فكيف يضلونك وقد أنزل الله تعالى إليك الكتاب والحكمة، وقيل: الحكمة فقه مقاصد الدين وأسراره، ووجه موافقتها للفطرة، وانطباقها على سنن الاجتماع البشري ومصالح الناس في كل زمان ومكان {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} من أمور الدين، وأسرار الكتاب والحكمة، وأخبار الأولين، وحيل المنافقين {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} إذ أرسلك للناس كافة، وجعلك خاتم النبيين، واختصك بنعم كثيرة، ومزايا لا تدخل تحت حصر، فيجب أن تكون أعظم الناس شكرًا له، كما يجب على أمتك مثل ذلك؛ ليكونوا خير أمة أخرجت للناس قدوة لغيرهم في جميع الخيرات. وهذا من أعظم الدلائل على أن العلم أشرف المناقب والفضائل، مع أن الله تعالى ما أعطى الخلق من العلم إلا القليل.
{وَإِذَا}: {الواو}: استئنافية. {إذا} ظرف لما يستقبل من الزمان. {ضَرَبْتُمْ}: فعل وفاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ {إذا}، على كونه فعل شرط لها، {فِي الْأَرْضِ}: جار ومجرور متعلق به، {فَلَيْسَ}{الفاء}: رابطة لجواب {إذا} وجوبًا، لكون الجواب جملة جامدية، {ليس}: فعل ماض ناقص، {عَلَيْكُمْ}: جار ومجرور خبر مقدم لـ {ليس}. {جُنَاحٌ}: اسم {ليس} مؤخر، وجملة {ليس} من اسمها وخبرها جواب {إذا} لا محل لها من الإعراب وجملة {إذا} مستأنفة، {أَنْ تَقْصُرُوا}: ناصب وفعل وفاعل. {مِنَ} زائدة على مذهب الأخفش. {الصَّلَاةِ}: مفعول به، و {من}: تبعيضية على مذهب الجمهور من عدم زيادتها في الإثبات، متعلقة بـ {تَقْصُرُوا}، وصفة لمحذوف عند سيبويه؛ أي شيئًا من الصلاة، وجملة {أَن} المصدرية مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، تقديره: فليس عليكم جناح في قصر الصلاة.