للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لها، وجملة إن الشرطية معطوفة على جملة قوله: {فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ}. {يُبَيِّنُ اللَّهُ}: فعل وفاعل. {لَكُمْ}: متعلق به، والجملة مستأنفة {أَنْ تَضِلُّوا}: ناصب وفعل وفاعل، والجملة في تأويل مصدر مجرور بإضافة المصدر المقدَّر إليه، تقديره: كراهية ضلالكم عن طريق العدل والحق، والمصدر المقدَّر منصوب بـ {يُبَيِّنُ}، على كونه مفعولًا لأجله، وهو متوفر الشروط المعتبرة. {وَاللَّهُ}: مبتدأ. {بِكُلِّ شَيْءٍ}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {عَلِيمٌ}: وهو خبر المبتدأ، والجملة الإسمية مستأنفة.

التصريف ومفردات اللغة

{لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}: من غلا يغلو، كدعا يدعو، أصله: لا تغلووا، بوزن: لا تفعلوا، بواوين أولاهما مضمومة، ويقال فيه: استثقلت الضمة على الواو، ثمَّ حذفت، فالتقى ساكنان، ثم حذفت الواو الأولى - وهي لام الكلمة -، فصار: لا تغلوا، بوزن: لا تفعلوا، يقال: غلا الشيء يغلو غلوًّا وغلاء، إذا جاوز الحد، والغلو: مجاوزة الحد، ومنه: غلا السعر .. إذا صار غاليًا، وغلوة السهم.

{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ}: استنكف - من باب: استفعل السداسي - وهو من مزيد الثلاثي بثلاثة أحرف، وسئل (١) أبو العباس عن الاستنكاف؟ فقال: هو من النكف، يقال: ما عليه في هذا الأمر نكف ولا وكف، والنكف: أن يقال له سوء، واستنكف: دفع ذلك السوء، انتهى. وفي "المصباح": نكفت من الشيء نكفًا - من باب: تعب - ونكفت أنكف - من باب: قتل - لغة فيه. واستنكف: إذا امتنع أنفة واستكبارًا، انتهى. وفي "البيضاوي": والاستكبار دون الاستنكاف، ولذا عطف عليه فيما بعد، وإنما يستعمل الاستنكاف حيث لا استحقاق، بخلاف الاستكبار؛ فإنه قد يكون باستحقاق، انتهى. وقيل: (٢) الاستنكاف: الامتناع عن الشيء أنفة وكبرًا، والاستكبار: أن يجعل الإنسان نفسه كبيرة فوق ما هي عليه، غرورًا وإعجابًا بها، وفي "الفتوحات": الاستنكاف: الأنفة والترفع، من نكفت الدمع إذا نحيته على وجهك بالأصبع، والمعنى هنا: لن يأنف عيسى، ولن


(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.