للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم أمرهم بذكر نعمته عليهم إذ كف أيدي الكفار عنهم .. ذكرهم بقصة بني إسرائيل في أخذ الميثاق عليهم، ووعده لهم بتكفير السيئات، وإدخالهم الجنة، فنقضوا الميثاق وهموا بقتل الرسول، وحذرهم بهذه القصة أن يسلكوا سبيل بني إسرائيل.

وعبارة المراغي هنا: مناسبة هذه الآية لما قبلها: لما ذكرنا (١) الله سبحانه وتعالى بميثاقه الذي واثقنا به على السمع والطاعة لخاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم -، بين لنا في هذه الآيات أخذ الميثاق على اليهود والنصارى، وما كان من نقضهم له، ومن عقابه لهم على ذلك في الدنيا بضروب الذلة والمسكنة، وفي الآخرة بالخزي والعذاب، لنعتبر بحالهم، ونبتعد أن نكون على مثالهم، وليشرح لنا العلة في كفرهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وسبب تصديهم لإيذائه وعداوة أمته، وليقيم الحجة عليهم بما تراه من ذكر المحاجة، وبيان أنواع كفرهم وضلالهم.

قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ ...} الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (٢) بين أنه أخذ الميثاق على اليهود والنصارى، كما أخذه على هذه الأمة، وأنهم نقضوا العهد والميثاق وتركوا ما أمروا به، وأنهم أضاعوا حظًّا عظيمًا مما أوحاه إليهم، ولم يقيموا ما حفظوا منه .. دعاهم عقب ذلك إلى الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبالكتاب الذي جاء به، وهذا البيان من دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم -، وهو من معجزات القرآن الكثيرة المنبثة في تضاعيفه.

قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما (٣) أقام الحجة على أهل الكتاب عامة .. بين ما كفرت به النصارى خاصة.


(١) المراغي.
(٢) المراغي.
(٣) المراغي.