مرعوبًا، لا تأمن من تراه، فأخذ بيد أخته إقليما، وهرب إلى عدن من أرض اليمن، فأتاه إبليس، وقال له: إنَّما أكلت قربان هابيل لأنَّه كان يعبدها، فانصب أنت نارًا تكون لك ولعقبك، فبنى بيت النار، فهو أول من عبد النار، وكان قابيل لا يمر به أحد إلا رماه بالحجارة، فأقبل ابن لقابيل أعمى، ومعه ابنه، فقال ابن الأعمى لأبيه: هذا أبوك قابيل، فرماه بحجارة فقتله، فقال ابن الأعمى لأبيه: قتلت أباك قابيل! فرفع الأعمى يده ولطم ابنه فمات، فقال الأعمى: ويل لي قتلت أبي برميتي وقتلت ابني بلطمتي. فلما مات قابيل عقلت إحدى رجليه بفخذه، وعلق بها، فهو معلق بها إلى يوم القيامة، ووجهه إلى الشمس حيث دارت، وعليه حظيرة من نار في الصيف، وحظيرة من ثلج في الشتاء، فهو يعذب بذلك إلى يوم القيامة. قالوا: واتخذ أولاد قابيل آلات اللهو من الطبول، والزمور، والعيدان، والطنابير، وانهمكوا في اللهو، وشرب الخمر، وعبادة النار، والفواحش، حتى أغرقهم الله تعالى جميعًا بالطوفان في زمن نوح عليه السلام، فلم يبق من ذرية قابيل أحد، وأبقى ذرية شيث ونسله إلى يوم القيامة. اهـ. من "الخازن".
وهذا كله من الإسرائيليات التي لا أصل لها ننقلها ولا نصدقها ولا نكذبها، ولكن يستأنس بها.
وقرأ الجمهور (١): {يَا وَيْلَتَا} - بألف بعد التاء وهي بدل من ياء المتكلم - وأصله: يا ويلتي بالياء، وهي قراءة الحسن، وأمال حمزة والكسائي وأبو عمرو ألف ويلتي. وقرأ الجمهور:{أَعَجَزْتُ} بفتح الجيم. وقرأ ابن مسعود والحسن وفياض بن غزوان وطلحة وسليمان بن علي بكسرها، وهي لغة شاذة؛ وإنما مشهور الكسر في قولهم: عجزت المرأة؛ إذا كبرت عجيزتها. وقرأ الجمهور:{فَأُوَارِيَ} بنصب الياء عطفًا على قوله: أن أكون؛ كأنه قال: أعجزت أنْ أواري سوأة أخي. وقرأ طلحة بن مصرف والفياض بن غزوان:{فأواريْ} بسكون الياء. فالأولى أن يكون على