للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إياك، ورضاهم بحكمك.

فائدة: والاستفهام التعجبي ضابطه هو إيقاع (١) المخاطب في العجب؛ أي: التعجب. والتعجب هنا من وجهين:

الأول: قوله: {وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ ...} إلخ.

والثاني: قوله: {ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ ...} إلخ كما أشرنا إليه في التفسير؛ أي: وكيف (٢) يحكمونك في قضية كقضية الزانيين وعندهم التوراة، وهي شريعتهم فيها حكم الله فيما يحكمونك فيه، ثم يتولون عن حكمك بعد أن رضوا به وآثروه على شريعتهم لموافقته إياها. وخلاصة ذلك أن أمرهم لمن أعجب العجب، وما سبب ذلك إلا أنَّهم ليسوا بمؤمنين بالتوراة إيمانًا صحيحًا، ولا هم مؤمنين بك، إذ المؤمن بشرع لا يرغب عنه إلى غيره، إلا إذا آمن بأن ما رغب إليه شرع من الله أيضًا، أيد به الأول، أو نسخه لحكمة اقتضت ذلك {مَا أُولَئِكَ} البعداء من الله تعالى يعني اليهود {بِالْمُؤْمِنِينَ} بالتوراة وإن كانوا يظهرون الإيمان بها لإعراضهم عنها أولًا، وعما يوافقها ثانيًا، أو بك ولا بها، وإن طلبوا الحكم منك لأنَّهم لا يعتقدون صحة حكمك، وذلك دليل على أنَّه لا إيمان لهم بشيء، وأنَّ مقصودهم تحصيل منافع الدنيا، وأغراضهم الفاسدة، دون اتباع الحق.

الإعراب

{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٣٨)}.

{وَالسَّارِقُ} مبتدأ. {وَالسَّارِقَةُ}: معطوف عليه، وفي الخبر وجهان:

أحدهما: وعليه سيبويه أنّه محذوف تقديره: حكم السارق والسارقة فيما


(١) الجمل.
(٢) المراغي.