وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
منها: العموم في قوله: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ}؛ لأن أن فيهما موصولة فتعم؛ لأن المعنى: والذي سرق والتي سرقت.
ومنها: المجاز المرسل بإطلاق الكل وإرادة البعض في قوله: {أَيْدِيَهُمَا} لأنَّ المقطوع الكف لا كل اليد.
ومنها: وضع الجمع موضع المثنى؛ لأنَّ المقطوع يمينهما؛ لأنّه ليس في الإنسان إلا بيمين واحدة، وما هذا سبيله يجعل فيه الجمع مكان الاثنين كما في قوله تعالى:{فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}.
ومنها: الخطاب بلفظ الرسالة للتشريف والتفخيم في قوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ}.
ومنها: إيثار كلمة {فِي} الدالة على الظرفية على كلمة {إلى} الأصلية في تعدية مادة سارع في قوله: {يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} للإيماء إلى أنهم مستقرون في الكفر لا يفارقونه، وإنَّما ينتقلون بالمسارعة عن بعض فنونه إلى بعض آخر.
ومنها: التفصيل في قوله: {مِنَ الَّذِينَ قَالُوا}، و {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا}
ومنها: المبالغة في قوله: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ}، و {أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ}.
ومنها: التكرار في قوله: {سَمَّاعُونَ}، وفي قوله:{لَهُمْ فِي الدُّنْيَا}، و {وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ} لزيادة التأكيد والتقرير.
ومنها: تنكير {خِزْيٌ} للتفخيم والتهويل.
ومنها: الطباق بين كلمتي {الدُّنْيَا} و {الْآخِرَةِ}.
ومنها: الاستفهام التعجيبي في قوله: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ} لأنَّه تعجيب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من تحكيمهم إياه، وهم لا يؤمنون به وبكتابه.