قوله تعالى:{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ...} الآية، مناسبتها لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما نهى عن تحريم الطيبات، وعن الإعداء فيها، وتجاوز الحدود؛ لأن قومًا من المسلمين تنسكوا وحرموا على أنفسهم اللحم والنساء وغيرها من الطيبات تقربًا إلى الله تعالى .. سألوا عما يصنعون بأيمانهم التي حلفوا عليها، فأنزل الله تعالى هذه الآية جوابًا لهم عما سألوا.
أسباب النزول
قوله تعالى:{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه (١) ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب، وأبي بكر بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير قالوا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري، وكتب معه كتابًا إلى النجاشي، فقدم على النجاشي، فقرأ كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه، وأرسل إلى الرهبان والقسيسين، ثم أمر جعفر بن أبي طالب، فقرأ عليهم سورة مريم، فآمنوا بالقرآن، وفاضت أعينهم من الدمع، فهم الذين أنزل الله فيهم:{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً} إلى قوله: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: بعث النجاشي ثلاثين رجلًا من خيار أصحابه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ عليهم سورة يس، فبكوا، فنزلت فيهم الآية.
وأخرج النسائي عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} وروى الطبراني عن ابن عباس نحوه بأبسط منه.
قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا ...} الآية، روى الترمذي وغيره عن ابن عباس: أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إني إذا أصبت