للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السلام، قالت: نعم، فقالت: قد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بما عندهن من دهن وعود، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يراه عندها فلا ينكره.

قالت أم حبيبة: فخرجنا إلى المدينة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحاصر خيبر، فخرج من خرج إليه ممن قدم من الحبشة، وأقمت بالمدينة حتى قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخلت عليه، فكان يسألني عن النجاشي، وقرأت عليه السلام من أبرهة جارية الملك، فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها السلام، وأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} يعني: أبا سفيان، وذلك بتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم حبيبة، ولما بلغ أبا سفيان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج أم حبيبة .. قال: ذلك الفحل لا يجدع أنفه.

وبعث النجاشي بعد خروج جعفر وأصحابه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنه أزهى في ستين رجلًا من أصحابه، وكتب إليه: (يا رسول الله، إني أشهد أنك رسول الله صدقًا مصدقًا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك جعفرًا، وأسلمت لله رب العالمين، وقد بعثت إليك ابني أزهى، وإن شئت أن آتيك بنفسي فعلت، والسلام عليك يا رسول الله). فركبوا في سفينة في أثر جعفر حتى إذا كانوا في وسط البحر .. غرقوا، ووافى جعفر وأصحابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بخيبر، ووافى مع جعفر سبعون رجلًا عليهم ثياب الصوف، منهم اثنان وستون رجلًا من الحبشة، وثمانية من الشام، فقرأ عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة يس إلى آخرها، فبكى القوم حين سمعوا القرآن وآمنوا وقالوا: ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى عليه السلام، فأنزل الله هذه الآية فيهم، وهي قوله: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} يعني: وقد النجاشي الذين قدموا مع جعفر، وهم السبعون، وكانوا من أصحاب الصوامع.

وقيل: نزلت في ثمانين رجلًا: أربعين من نصارى نجران من بني الحارث بن كعب، واثنين وثلاثين من الحبشة، وثمانية روميين من أهل الشام.

وقال قتادة: نزلت في ناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى عليه السلام، فلما بعث محمد - صلى الله عليه وسلم - .. آمنوا به، وصدقوه، فأثنى الله