أي: حررتكم من الهجاء الذي كان سيضع منكم، ويضر بأحسابكم.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: التأكيد بالقسم ونون التوكيد في قوله: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ}.
ومنها: الطباق بين لفظي: {عَدَاوَةً} و {مَوَدَّةً}، وهو من المحسنات البديعية.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}؛ أي: تمتلىء من الدمع، فاستعير الفيض الذي هو الانصباب للامتلاء مبالغة، ثم اشتق من الفيض بمعنى الامتلاء، تفيض بمعنى تمتلىء على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ}؛ حيث أطلق الجزء وأراد الكل؛ أي: عتق إنسان. وخص الرقبة بالذكر من بين أجزاء الإنسان؛ لأن الرقبة غالبًا محل للتوثق والاستمساك.
ومنها: الاستعارة في قوله: {عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}؛ لأن العقد نقيض الحل، حقيقة في الأجسام كالحبل، مجاز في المعاني.
ومنها: إطلاق الخاص وإرادة العام في قوله: {وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا}؛ لأن المراد مطلق الانتفاع بالرزق أكلًا أو شربًا أو لبسًا أو غير ذلك، وإنما خص الأكل بالذكر من بين أنواع الانتفاعات؛ لأنه أغلب الانتفاع بالرزق.