والخلاصة: أن ذلك لا ينبغي لنا ولا يقع منا للأسباب الآتية:
١ - أن هذا تحول وارتداد عن دعاء القادر الذي يكشف الضر إن شاء، ويمنح الخير إن شاء إلى دعاء العاجز الذي لا يقدر على نفع ولا ضر.
٢ - أنه رد على الأعقاب، وتقهقر إلى الوراء.
٣ - أن من أنقذه الله القدير الرحيم من الضلالة بما أراه من آياته في الأنفس والآفاق لا يقدر أحد أن يضله: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (٣٧)}.
ثم ضرب مثلًا يصوِّر المرتد في أقبح حالة كانت تتخيلها العرب، فقال:{كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ}؛ أي: أنرد على أعقابنا ونرجع إلى الشرك حالة كوننا مشبهين بالشخص الذي استهوته واختطفته وأضلته الشياطين والغيلان ومردة الجن عن الطريق الموصل إلى المقصد، واستتبعته وألقته في الهوية والبراري والصحارى من الأرض حالة كونه {حَيْرَانَ}؛ أي: متحيرًا في شأنه لا يدري أين يذهب، لضلاله عن الطريق {لَهُ}؛ أي: لذلك المستهوى الضال عن الطريق {أَصْحَابٌ} ورفقة {يَدْعُونَهُ} وينادونه ليردوه {إِلَى الْهُدَى}؛ أي: إلى الطريق الذي أخطأ عنه قائلين في ندائهم: {ائْتِنَا} وجئنا وأقبل إلينا، فإن الطريق ها هنا، فلا يسمعهم ولا يجيبهم، فيهلك في الصحارى؛ أي: لا ينبغي لنا أن نكون مثل ذلك المستهوى الضال عن الطريق. والمعنى؛ أي: أنرد على أعقابنا، فيكون مثلنا في ذلك مثل الرجل الذي استتبعه الشيطان يهوى ويضل في الأرض حيران تائهًا، له أصحاب على المحجة واستقامة السبيل يدعونه إلى طريق الهدى الذي هم عليه، ويقولون له: ائتنا.
وخلاصة المثل (١): أن من يرتد مشركًا بعد الإيمان .. كمن جعله العشق أو