مناسبة أول هذه السورة لآخر السورة السابقة: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر (١) في السورة السابقة {وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} واستطرد منه لما بعده إلى قوله في آخر السورة: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ} وذكر ابتلاءهم فيما آتاهم، وذلك لا يكون إلا بالتكاليف الشرعية .. ذكر ما يكون به التكاليف وهو الكتاب الإلهي بقوله: {المص (١) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} وذكر الأمر باتباعه بقوله: {اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} كما أمر به في قوله: {وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ} وهذا وجه المناسبة بين آخر الأولى وأول الثانية. وأما وجه المناسبة بين جملة